يتوجب على الإنسان عند القيام بأي أمرٍ أن يكون في كامل تركيزه، فالتركيز من متطلبات إنجاز العمل بكفاءةٍ وفعالية، ولا تقتصر أهمية التركيز على الأعمال المعقدة فقط، بل يتعداها لإتمام الأعمال البسيطة، فيجب على الإنسان أن يركز في الدراسة وفي قيادة السيارة وفي قطع الشارع وعند الاستماع للآخرين وغيرها من الأعمال المختلفة. وتتميز البيئة من حولنا بامتلائها بكل عوامل التشتيت والتي تعيق التركيز، الأمر الذي يؤثر سلباً على الإنسان، لذا فمن المهم إخضاع التركيز عند الإنسان لتمارينَ وأساليب من شأنها إعادته إلى المسار الصحيح، والتخلص من مشكلة الشرود الذهني التي تعد أحد المشلات المنتشرة، والتي زادت سرعة وتيره الحياة وأحداثها من حدتها،
طرق لتحسين قدرتك على التركيز
اسمح لذهنك بالشرود
قد يبدو الأمر منافيا للمنطق، ولكن السماح لذهنك بالشرود قد يكون أحد أفضل الأساليب إن كنت تسعى لتحسين قدرتك على التركيز. هناك تصور متزايد في أوساط علماء النفس بأننا نقضي الكثير من الوقت في أحلام اليقظة - ما يقرب من 50 في المئة من الوقت وفقا لبعض التقديرات. وقد حدا ذلك ببعض علماء النفس إلى تأييد فكرة أن شرود الذهن لا يمثل مشكلة كبيرة، وإنما هو جزء رئيسي من النظام نفسه الذي يمكن أن يساعد أدمغتنا على القيام بوظائفها.
ويتطلب التركيز شبكة من مناطق الدماغ بما فيها القشرة الأمامية المسؤولة عن مقاومة التشويش والسيطرة على دوافعنا الطبيعية لفعل شيء أكثر متعة. ويتطلب الحفاظ على أداء هذه الشبكة طاقة أكبر من مجموعة مناطق الدماغ التي تنشط عندما لا نفكر في شيء محدد. وحتما، في وقت ما خلال اليوم، نشعر بالإنهاك وهنا يبدأ العقل في الشرود الذي يتيح للناس فرصة لجني فوائد شرود الذهن، مثل القدرة على حل المشاكل والتخطيط".
قليل من المرح
غالبا ما يُنظر إلى مقاطع الفيديو التي تعرض مواقف مضحكة للقطط على أنها قمة الإلهاء، إلا أن بعض علماء النفس يعتقدون أنها يمكن أن تساعد في الحقيقة على وضعنا في الحالة الذهنية الصحيحة للمضي قدما في عملنا.ويعود هذا إلى أن إبقاء التركيز على شيء ما أمر صعب، بغض النظر عن مدى حبك لعملك، ويتطلب قوة إرادة. وحسب دراسة حديثة، فإن إحدى الطرق لتعزيز قوة الإرادة هي الضحك. ومن خلال التجارب، وجد أن الناس الذين شاهدوا مقطع فيديو مضحك بذلوا جهدا أكبر من الأشخاص الذين شاهدوا مقطع فيديو يحقق الارتياح ولكن ليس مضحكا. وخلصت الدراسة إلى أن الفكاهة تساهم في زيادة قوة الإرادة بشكل فعال بحيث يتعين على أماكن العمل أن تشجع ثقافة أكثر "مرحا".خلق ثقافة من المرح لدى فريقك سيساعد على تعزيز إنتاجية العمل و الحصول على فترات راحة في بعض الأحيان ومشاهدة مقاطع فيديو فكاهية يكون مفيدا، خاصة عندما تشعر بالإرهاق.
اجعل الأمر أكثر صعوبة
حتى تتمكن من التركيز بشكل صحيح يتعين عليك أن تتخلص من كل أنواع التشويش الخارجي، أليس كذلك؟ في الواقع، ووفقا لإحدى نظريات الانتباه المؤثرة، العكس هو الصحيح.هناك حدا لكمية المعلومات من العالم الخارجي التي يمكن لأدمغتنا معالجتها في أي وقت مرة واحدة، وعند امتلاء جميع "أماكن" المعالجة في الدماغ، فإن نظام الانتباه في الدماغ يتدخل لاتخاذ قرار بشأن ما يركز عليه. قد يكون من الأفضل العمل في محيطات ليست مرتبة وصامتة، بل في محيطات فوضوية ومربكة. وتنجح هذه الطريقة لأنه عند إشغال جميع أماكن الإدراك الحسي، يتعين على الدماغ صب كل طاقاته للتركيز على المهمة الأكثر أهمية بعد غربلة مصادر الإلهاء بكل بساطة.
لكن المشكلة في ممارسة ذلك تكمن في إيجاد النوع المناسب من الإلهاء والحفاظ عليه على الجانب المناسب كي لا يصل إلى حد الانجراف. وهناك عدد قليل من التطبيقات، مثل ommwriter أو focus@will، التي تضيف أنواعا من الإلهاء البصري أو الموسيقي إلى النظام، ولكن حتى الآن لم يختبر أي منها في دراسات علمية وربما لن تكون أفضل من تشغيل المذياع.
والأمر المهم هو أن تعطي عقلك ما يكفي للقيام به، حتى لا تعطيه الفرصة للبحث في مكان آخر للتحفيز.
توقف عن العمل
ثمة أدلة على أن التوقف عن العمل لبعض الوقت يساعدك على تحقيق قدر أكبر من الإنجاز بعد استئناف العمل. لكن التحدي يكمن في معرفة متى تأخذ الاستراحة ومدتها وماذا ستفعل بفترة التوقف عن العمل.
تخصيص وقت للضحك
تشير دراسة حديثة إلى أن إحدى الطرق لتعزيز قوة الإرادة والتركيز هي تخصيص وقت للضحك والمرح أنه نظرا للتغيرات الطبيعية في دورة الانتباه لدينا، لا يمكننا التركيز لأكثر من 90 دقيقة قبل الحاجة إلى استراحة لمدة 15 دقيقة.
الاستراحة القصيرة
بالنسبة لأولئك الذين يستطيعون إبعاد أنفسهم عن لوحة المفاتيح، فإن الخروج في الهواء الطلق وقت الغداء قد يحقق الغرض فيما توصلت دراسات أخرى إلى أنه حتى الاستراحة القصيرة لمدة بضع ثوان ستكفي، شريطة أن ينفصل الشخص نهائيا عن العمل من الناحية الذهنية خلال تلك الاستراحة.
ومن الجيد أن تقوم ببعض التمرينات الرياضية في فترة استراحتك، لأنها تعيد تشغيل الدماغ على ما يبدو، وتجعله في حالة أفضل للتركيز على العمل، خاصة إذا أتبعتها بمشروب يحتوي على الكافايين. وتشير دراسة إلى أن ممارسة التمارين في الهواء الطلق وخاصة وسط الطبيعة، يحسن قدرة الشخص على التركيز.
التأمل
هناك أدلة متزايدة على أن ممارسي التأمل لديهم سيطرة أفضل على موارد انتباههم، كما أنهم أفضل بكثير في ملاحظة الوقت الذي يتعين فيه الحصول على استراحة.
وإذا كان يبدو أن ذلك يستغرق وقتا طويلا بعض الشيء، فالخبر السار هو أن أخذ جرعة سريعة من الكافايين، مع ممارسة التمرين أو بدونها، يحسن الذاكرة ومدة رد الفعل والانتباه على المدى القصير.